احسان القرشي وداعاً

Sun 12:56 am

قبل ايام فقد العراق واحدا من أبرز اعلامه المخلصين في ميدان العلم والادارة هو الاستاذ الدكتور احسان كاظم القرشي الذي زاملته أكثر من اربعة عقود، فقد كان الرجل كتابا مفتوحا ، واضحا نفسه مع وصريحا لا يعرف النفاق البتة، صادقا ومع الآخرين ، مجدا ومخلصا في درسه فكل الذين درسهم في معهد الإدارة وكلية الادارة والاقتصاد وكلية التمريض يشيرون له بالبنان من حيث علمه الغزير وخلقه الرفيع كان المرحوم يعشق القلم كتابه والكتاب الذي قدسهما وباركهما الله في الكريم اعظم تقديس واحسن تبريك. فقد حدثني ذات مرة أنه لم يطلب من ارث والده المرحوم عندما تم توزيعه سوى مكتبة والده التي كانت تضم امهات الكتب في اللغة والادب والتاريخ ثمة حقيقة تاريخية أن سر نجاح المرحوم احسان القرشي لرئاسته لأكثر من جامعة كونه كان يقود الجامعة بادارة مهنية عالية بعيدة عن السياسة والحزبية فضلا عن ذلك، فان المنصب لم يبعده عن الوفاء لأساتذته، فقد شاهدت بأم عيني وهو رئيس جامعة يقبل بد استاذه المشرف الدكتور عبد المجيد حمزة، وهذا ان دل على شي فانما يدل على أن الوفاء كان سمة أساسية من تربية المرحوم احسان القرشي ولا غرابة في ذلك ابدا فهو سليل عائلة عراقية محترمة نقية طاهرة همها الوحيد هو الحفاظ على سمعتها وخدمة العراق، فقد كان المرحوم نزيها حريصا على المال العام، طيب القلب عفيف اللسان، نظيف اليد، ويكفيه فخرا ان المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني اطال الله في عمره قد خاطبه ذات مرة بقول معبر وموثق ولدي العزيز احسان لقد سرني سمعتكم في الجامعة المستنصرية، وهذه شهادة صريحة من عالم جليل وكبير وصادق بحق عالم من . اعلام العراق، تم قرير العين ايها الاخ والصديق و الانسان الدكتور احسان القرشي فقد أديت الأمانة . على احسن ما يرام، وودعت الحياة ولم تقبض منها. سوى سمعتك الطيبة، فقد كنت مؤمنا صادقا في ايمانك لله ولرسوله ولال بيته الطاهرين وسوف اظل احتفظ بأخر جواب ارسلته ردا على رسالتي التي سالتكم فيها عن صحتكم فكان جوابكم : الحمد لله رب لله على قضائه وجميل نعمائه، نعم الحمد لله العالمين على قضائه وقدره سائلين العلي القدير أن يتغمدك دوما و ابدا برحمته الواسعة انه ارحم الراحمين

 جريدة المشرق -الاربعاء ١٠ ايار ٢٠١٧ -العدد ٣٧٦٠ -السنة الرابعة عشرة -الصفحة ٢