رئيس جامعة يقبّل يد استاذه!

Sun 03:04 am

عاد الدكتور احسان القرشي طالبا، او تلبسه شعور كهذا، وهو إحساس نبيل لاشك ، فأنحنى وقبّل يد احد اساتذته الذي يكن له احتراما وتبجيلا!

نسي الرجل عنوانه الوظيفي ومنصبه وخلع لبوس الوظيفة، وعاد ليرتدي كسوة العلم التي لا اجمل ولا اطهر ولا انبل منها كسوه!

امام عدد من الحاضرين انحنى رئيس الجامعة المستنصرية وقبّل يد استاذه علمه حروفا وليس حرفا، ونهل منه معرفة وليس علما، فما اكبره وهو ينحني، وما اعلى قامته وهو يتواضع، وما أكبر استاذه وهو يشمخ ويتباهى بطالب لم ينسَ محراب العلم حتى وهو في قمة هرم التعليم!

من تواضع كبر، ومن تكبر واستكبر صغر!

العناوين تذهب والمناصب تزول لكن العلم باق مابقي الانسان!

يقولون (رئيس الجامعة السابق) و(الوزير السابق)، فالعالم والكاتب والمبدع والشاعر باقون لا يتقاعدون ولا يصبحون سابقين؟

هل سمعتم أحدا تقاعد من العلم؟ اعتقد ان الدكتور القرشي تأمل هذه الحقائق ، فسجل سابقة لم يسبقه اليها احد في التواضع والنبل والوفاء!

كان سيبويه بعلو قامته يجل الخليل بن احمد الفراهيدي وينحني امامه، وقد لهج بذكره في كتابه اكثر من ستمئة مره، وترحم عليه في اكثر من موضع، وماذكره الا بإجلال واحترام.

وجاء في الفيه الاثاري في سبب وضع الخليل لعلم العروض قوله:

علم الخليل رحمه الله عليه

سببه ميل الورى لسيبويه

فخرج الامام يسعى للحرم

يسأل رب البيت من فيض الكرم

فزاده علم العروض فأنتشر

بين الورى فأقبلت له البشر

هذا ديدن العلماء في كل الازمان لاتتغير طباعهم ولاتهتز قيمهم.. طوبى لهم

جريدة المشرق -الثلاثاء ٣١ من ايار ٢٠١١ -العدد ٢٠٩٥ -الواجهه