لا خلاف في ان محراب العلم وجد للعلماء مثلما وجد محراب العبادة للعباد والزاهدين!
الجامعات هي مساجد العلماء يدخلونها طاهرين مطهرين الا من معرفة تملأ العقول وزهد يملأ النفوس وسعة افق تجعل البصر يمتد الى غير نهاية والبصيرة تتسع الى غير حدود!
لا احد بمستطاعه ان يسلب من العالم علمه مهما فعل او يلغي الشهادة الحقيقية لمن وجد واجتهد حتى شاب راسه وضعف بصره واحدودب ظهره من اجل الحصول عليها!
ظل الدكتور عبدالحسين القطيفي عالما برغم ان النظام السابق اصدر قرارا بسحب الشهادة منه وظل الطبيب المعروف الدكتور إسماعيل التتر عالما في اختصاصه يشهد له القاصي والداني القريب والغريب العدو والصديق برغم ان السلطان الجائر أراد ان يطمس علمه واسمه وتأريخه بجرة قلم فتخلص منه بالإعدام لكنه لم يفلح في ان يمحو اسمه والامثلة كثيره لا يتسع المجال لذكرها.
اقصاء العالم من محرابه لأسباب سياسية تفسد العلم حين توظفه لحساباتها والعالم يفقد الكثير من مكانته وليس علمه حين يختبئ بعباءة الحاكم او يتدثر بها!
اتفق مع من يقول ا لا مكان لرجال الامن في الجامعات وأقول ان تسللهم الى دور العلم كان خطأ في الزمن الخطأ لكنني اختلف مع من يقصي العلماء بجريرة السياسة وامراضها.
عبدالمجيد حمزه عالم في الزمن السابق واللاحق واحسان القرشي عالم رضي عنه السياسيون ام لم يرضوا والعشرات ممن طالهم الاجتثاث علماء لكن قدرهم انهم عاشوا تحولات سياسية تصدعت بفعلها الدولة وانهارت وتخلخل المجتمع وضاعت معاييره!
هل كان بأمكان العلماء ان يرفضوا شارة ام المعارك التي نالها جميع أساتذة الجامعات من دون استثناء؟
هل كان بأمكان العلماء مهما كان موقعه ان يرفض العضوية في حزب البعث اذا فرضت عليه وما اكثر من فرضت عليهم؟!
الاجدر والاجدى بالحكومه ان تحنو على العلماء وتساعدهم وتوفر لهم كل ما يساعدهم على إبقاء عقولهم خصبة ومعطاء لا ان تجتثهم وتقصيهم!
لحظة تأمل بلتمسها اهل العلم من المالكي علها تغير الكثير من القرارات المستعجلة وتنصف الكثيرين بسبب قرارات طغت فيها نزعة الثأر على روح البناء!
جريدة المشرق -الاحد ٣٠ من تشرين الاول ٢٠١١ -العدد ٢٢١٥ -السنة الثامنة -الواجهه