شيخ الاحصائيين
إن الله عز وجل من علي بكرمه وسخائه ونعمه الكثير الكثير، مالا استحقه فله الحمد والشكر عدد خلقه ومداد كلماته ... ولعل ابرز منن الخالق البارئ علي ، تتلمذي على أيادي كريمة سخية في جميع مراحل الدراسة بدءا
من الابتدائية وانتهاءا بالدكتوراه.
إن واجب الوفاء يحتم علي تقديم أسمى آيات الشكر والتقدير لهم. ولابد لي في هذه السطور من كتابة المحة عن احد الاساتذة الذين تشرفت بأن أكون أحد طلابه ومريديه ذلك هو شيخ الإحصائيين العلامة الأستاذ الدكتور عبد المجيد حمزة الناصر - أطال الله عمره وظله - لقد انعقدت الخصال الفريدة الحميدة العلمية والتربوية - عند هذا العلامة الجليل ، فقد عرفته منذ أوائل السبعينات من القرن الماضي عندما كنت طالبا في الصف الثاني / قسم الاحصاء كلية الادارة والاقتصاد / جامعة بغداد ، ثم في الصف الرابع عندما درسنا مادة الاحصاء الرياضي ثم في مرحلة الماجستير عندما درسنا مادة الاستدلال الرياضي وفي مرحلة الدكتوراه درسنا عنده مادتي السلاسل الزمنية ونظرية المعولية ثم توجت مناقشتي لأطروحة الدكتوراه بان يكون العلامة الأستاذ الدكتور عبد المجيد حمزة الناصر احد بل ابرز مناقشيها. ان أ.د عبد المجيد حمزة الناصر مدرسة كاملة في الوقت الذي هو يعتلي أعلى المراتب العلمية وهو بحق أستاذ العلماء وعالم الاساتذة ، نراه متواضعا تواضع الأنبياء والأولياء، محبا للخير ساعيا إليه وبه ، لا تفارق البسمة شفاه ، لا يكلم طلبته إلا بأسلوب تربوي مرح غير سمج، قل وجوده ، تكاد تمر ساعات المحاضرة وكأنها دقائق بل لحظات من فرط علمه وسجاياه التربوية... وقد تتلمذ المئات المئات من طلبة البكالوريوس والعشرات العشرات من طلبة الدراسات العليا سواء يتخصص الإحصاء أم بالتخصصات الأخرى على بديه الكريمتين العطاء، واشرف على العشرات من رسائل الماجستير وأطاريح الدكتوراه وكان تصيبها التألق والامتياز دوما. ولي مع استاذي الكريم ذكريات ومواقف تحتاج إلى حلقات عدة حيث لا يتسع المقام لذكرها جميعاً بحلقة أو حلقتين، ولكني سأذكر احد أسالبية العلمية التربوية والتي بفضل الله وحمده قادته بها عندما تعينت في لك التعليم العالي : إلا وهي إجراء امتحانات عدة لأبنائنا الطلبة اثناء السنة الدراسية فصليها ومن ثم انتقاء افضل درجات الامتحان لا بل إذا رغب احد الطلبة بأجراء امتحانات إضافية اكثر فانه لا يمانع بل يمتحن ويمتحن والعبرة من ذلك أن الطالب لابد من ان يقرا ثم يمتحن ثم ينجح بقدراته الشخصية لا بالكرامات الدرجات التي يهبها الاساتذة للطلبة وبعناوين شتى - في الوقت الذي كنت فيه طالبا استفدت منه وعندما صرت أستاذا أفدت من طلبتي الأعزاء، حيث تمت عندهم الثقة بالنفس وحب العلم والمادة الدراسية واحترام الدرجة التي ينتزعونها بجهودهم ، لا المهداة لهم ثوابا. إن من واجب الوفاء والعرفان تقديم الثناء وملازمة الدعاء وحفظ الجميل، والقيام بالخدمة جهد المستطيع لمن تقدم بصنائع المعروف ولكن ما اعجز قلمي عن الشكر، وما أحقه علىً بذلك، وانى يكون لي في ذلك وفاء واني لأشكره شكر الأسير لمن أطلقه والمملوك لمن اعتقه. اللهم اجزه خير الجزاء وارض عنه وتقبل صالح أعماله انك سميع مجيب الدعاء.
(جريدة جامعتنا -السنة الثانية العدد ١٣- تشرين الاول ٢٠٠٧- الصفحة ٤ )